لمشاهدة المزيد من دراسات الكتاب المقدس باللغة العربية ، انقر هنا.
1. The Word was God
1. كان الكلمة الله
وحنا 1:1-18
على ماذا يركّز انجيل يوحنا، وماذا هو المفتاح لفهم شخص المسيح. وقد أظهر الله الآب حضوره بإعلانه عند تجلِّي يسوع في متى 5:17 "هذَا هُوَ ابْنـِــي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا." ثم أمر التلاميذ الثلاثة ليسمعوا ويطيعوا كلام المسيح. ونقرأ لاحقًا الوصيّة العظمى حيث طلب يسوع من تلاميذه أن يعلّموا جميع الأمم بأن يطيعوا وصاياه (متى20:28). والكنيسة اليوم بأمسّ الحاجة لسماع كلمات المسيح ليشعَّ بنوره على ظلام عالمنا. ويلفت يوحنا انتباهنا مرّة بعد مرّة على السؤال: "من هو يسوع فعلاً؟"، ولهذا أحب شخصيًّا أن أعلّم من انجيله الذي يختلف عن الأناجيل الإيزائية (المتشابهة) متى ومرقس ولوقا. فالأناجيل الثلاثة الأولى تركّز على أعمال وتعاليم يسوع، بينما يوحنا يركّز على من هو يسوع.
من المرجّح أن يكون يوحنا قد قرأ ما كتبه متى ومرقس ولوقا من قبله عن يسوع، إذ يعتقد معظم المفسّرين أنّه كتب إنجيله حوالي سنة 90م. ولا يذكر يوحنا بعض الأحداث المهمة في حياة يسوع كولادته ومعموديته والتجربة في البرّية وآلامه في جثسيماني وصعوده ومواجهته للأرواح الشريرة وبعض الأمثال. كما أنّه يخبر عن أمور لم يذكرها الآخرون مثل أعجوبة تحويل الماء إلى خمر والتي كانت أوّل عجيبة يقوم بها المسيح (يوحنا1:2-11)؛ شفاء ابن المسؤول في كفرناحوم (يوحنا46:4-54)؛ شفاء الكسيح عند بركة بيت حسدا (يوحنا1:5-9)؛ شفاء المولود أعمى (يوحنا1:9-7)؛ إقامة لعازر (يوحنا38:11-44)؛ وأعجوبة التقاط السمك الثانية (يوحنا4:21-6). يشدّد يوحنا على أنّ يسوع أتى من السماء ويشهد أنّه الله. لقد كتب الإنجيل بهدف محدّد وهو أن يُظهر أنّ يسوع هو المسيح المنتظر. ونجد الآية المفتاح في نهاية السفر:
"وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ." يوحنا31:20
سنركّز على هذا الأمر بينما نتقدّم في دراسة هذا الكتاب ونغمر ذواتنا في شخص المسيح وبماذا يقول لنا اليوم.
سؤال للتفكير عن التواصل: ما هي بعض الإشارات الخاصة خلال الحديث التي تستخدمها مع أفراد عائلتك؟ هل هي نظرة؛ سعال؛ انحناءة رأس؛ قرصة؛ ركلة؟ ما هي بعض أساليب التواصل التي تستخدمها أو يستخدمها أحدهم من دون استخدام أي كلام؟
سؤال آخر للتفكير: هل تفوّهت مرّة بأمر تافه أو محرج وتمنيّت لو كنت تستطيع استرجاعه؟ تشارك هذا الأمر مع الآخرين.
إنّ التواصل لأمر ضروري ومميّز، لكن عندما يعاق التواصل لسبب أو لآخر فإن النتيجة تكون إمّا كارثية أو هزلية. وهناك أكثر من طريقة لإيصال فكرة ما وهذا ما نتعلّمه عندما ننتقل من بلد إلى آخر. فعندما انتقلت من إنكلترا إلى الولايات المتحدة واجهت بضع مشاكل من ناحية التواصل. وحدثت إحداها عندما كنت ساكنًا مع زوجين هما جين وأليس. وكان من عادة جين أن يقوم في الصباح الباكر من أيام الشتاء لقطع الأخشاب. شعرت أنّه يجدر بي مساعدته في اليوم التالي فكتبت ملاحظة وتركتها على بابه:" أيقظني
إن كنت تحتاج للمساعدة غدًا صباحًا" (لكني اكتشفت لاحقًا أنّ عبارة "أيقظني" التي استخدمتها في اللهجة البريطانية تعني أيضًا "مارس معي الجنس!") وكان أن الزوجين غرقا في الضحك بسببي في صباح اليوم التالي. أحيانًا نتعلّم من أخطائنا في التواصل مع الآخرين.
نرى في النص التالي أنّ الله الآب يتقن فن التواصل. وهو يتأكّد من التواصل معنا بأسلوبٍ نفهمه، لذلك أرسل ابنه الوحيد الذي ذاق الألم ليرينا الطريق إليه ويهدينا إلى الحياة الأبدية. فالله لم يتواصل مع الجنس البشري من خلال ملاك، لكنه أتى بنفسه في هيئة بشرية ليقدّم لنا رسالته. وسيلة التواصل هذه كلّفته كثيرًا؛ وفعليًا لقد كلّفته كل شيء. ويمكننا اختصار الأمر كلِّه بالقول: "في البدء كان التواصل." يا له من إله متواضع؛ فالله الحيّ ـــــــ الابن ذاته ــــــــ يريد التواصل معنا. فكّر للحظة بهذا الأمر وحاول أن تستوعبه! لا بدّ بأن الفكرة بحدِّ ذاتها تجعلنا نصرف وقتًا أكثر في الصلاة والتعمّق في الشركة معه. ويوضح يوحنا في بداية انجيله عن من هو المسيح ــــــــ الله المتجسّد؛ ليس فقط ليرينا الطريق للحياة الأبدية بل ليكون هو نفسه الطريق بأن يقدِّم حياته حتى يخلص الإنسان ويولد من جديد من فوق (يوحنا3:3). ويخبرنا أنّ الذين قبلوه هم مولودون من الله (ع12-13). دعونا نقرأ النص ومن ثم ننكب على دراسته:
الكلمة صار جسدًا
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.
هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.
كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ.
فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،
وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.
كَانَ إِنْسَانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسْمُهُ يُوحَنَّا.
هذَا جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ، لِكَيْ يُؤْمِنَ الْكُلُّ بِوَاسِطَتِهِ.
لَمْ يَكُنْ هُوَ النُّورَ، بَلْ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ.
كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ.
كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ.
إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ.
وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.
اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ.
وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.
يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قِائِلاً:«هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي».
وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ.
لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا.
اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ. (يوحنا 18:1)
من اللافت للنظر أنّ يوحنا لا يبدأ انجيله بولادة يسوع أو بحياته مع أمِّه؛ بل يبدأ بوجود المسيح الأزلي. فقد أراد أن يلفت انتباهنا منذ اللحظة الأولى لحقيقة من هو يسوع. ويبدو أنه بإيحاء من الروح القدس أراد أن يكتب بأسلوب مختلف عن متى الذي يبدأ انجيله بالبرهان أنّ يسوع كان وما زال ابن داود ابن ابراهيم. ويظهر لنا لوقا أنّ يسوع كان ابن آدم (لوقا23:3-38). أمّا يوحنا فيتطرّق مباشرة إلى الموضوع حيث يؤكّد ألوهية يسوع باستخدامه عبارة مشابهة للتي وردت في تكوين1:1 "في البدء..." وكتب يوحنا:" فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ." ويخبرنا سفر الرؤيا من هو المعنيّ تحديدًا في عبارة "كلمة الله" حيث نقرأ في الأصحاح 11:19-13 أنّ يسوع هو كلمة الله.
هناك من لا يحبّذ فكرة أنّ يسوع هو الله المتجسّد. والكثير من المجموعات الدينية اليوم يقبلون يسوع على أنّه الإنسان الصالح أو المعلّم الحكيم أو النبي لكن ليس الله. وإحدى هذه المجمعات هم شهود يهوه مع اني لا أحبّذ إطلاق عليهم هذا الإسم إذ لا يناسبهم البتّة فهم لا يشهدون لله ولا يقبلون ألوهية المسيح. فمثلا هم يغيّرون النص الذي نحن يصدد دراسته ليصير:"والكلمة كان إلهًا." تغيير صغير بطريقة التواصل تغيّر المعنى بالكامل لجملة لهذه الأهميّة. ويقول د. جوليوس مونتي عن ترجمتهم لهذه الآية:"حسب علمي، لا أحد من المفكّرين في العالم ترجم هذه الآية كما ترجمها شهود يهوه." ويقول د.وليم باركلي عن ترجمتهم:"يتضّح تشويههم المتعمّد للحقيقة في ترجمتهم للعهد الجديد. فترجموا يوحنا1:1 كالتالي: "...والكلمة كان إلهًا،" وهذه ترجمة تنافي قواعد اللغة. من الواضح أنّه إن كان بإمكانهم ترجمة العهد الجديد بهذه الطريقة فهم مجموعة تنقصهم الأمانة الفكرية."
هناك من ينكر اليوم أن يسوع هو الله قائلين إنّه واحد أوحد، وينكرون الثالوث. لكن الرسول يوحنا واضح جدًّا في كيف أنّه بدأ إنجيله بقوله إنّ الكلمة كان الله وكان في البدء عند الله.
ماذا تقول لمن يبحث عن الحق لكنه لا يؤمن أن يسوع هو الله؟
هناك من يحاول أن يلغي فكرة ألوهية المسيح بالقول إنّه لم يقل قط أنّه الله. والحق يُقال أنّه لم يدور من مكان لآخر قائلاً:"اسمعوا أنا هو الله." لكن الأمور التي قالها عن نفسه والتي قام بها هم براهين على أنّه أدرك أنّه الله. عندما نلقي نظرة على بضعة نصوص في الكتاب المقدّس نجدها واضحة في تجسيدها المسيح كالله المتجسّد. دعونا نلقي نظرة على بعض منها:
أهيه الذي أهيه
تقابل الله مع موسى عند العلّيقة المحترقة وقال له إنّه سيرسله إلى شعب إسرائيل ليطلقهم من العبودية في مصر. فسأله موسى من يقول أنّه أرسله. "فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ». وَقَالَ: «هكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَهْيَهْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ»."(خروج14:3). وفي يوحنا الأصحاح الثامن يصف يوحنا حادثة حين يجيب يسوع على انتقادات الفرِّيسيين الذي كانوا قد ظنّوا أنهم أوقعوا به بعدما أخبرهم أنّه رأى ابراهيم. قال لهم:
أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ».
فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ:«لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟»
قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».
فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازًا فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هكَذَا.(يوحنا56:8-59)
لم يقل يسوع:"أنا كنت موجودًا قبل أن يولد ابراهيم." أو "أنا موجود من قبل أن يوجد ابراهيم." بل استخدم عن قصد الإسم نفسه الذي تُرجِم إلى اليونانية EGO AMI وهو الإسم الذي كشف فيه الله عن نفسه للشعب الإسرائيلي: أهيه الذي أهيه. لاحظ ردّة فعل الفريسيين إذ رفعوا حجارة ليرجموه بسبب التجديف لأنّه كان يدّعي أنّه الله.
هذه حقيقة مهمّة علينا ادراكها بسبب العبارة التي قالها المسيح قبل أعداد قليلة في يوحنا24:8"إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ (من أقول إني هو) تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ." والملاحظ أنّه في معظم الترجمات الإنكليزية تأتي عبارة (من أقول إني هو) بين مزدوجين والسبب يعود إلى أنّها لم تأتي كذلك في النص الأصلي. لكنها بالفعل تضفي تأكيدًا مشدّدًا على النص بأكمله، أليس كذلك؟ ما يقوله يسوع بالفعل هو أنّ الفداء يأتي فقط حين ندرك من هو يسوع بالفعل ــــــــ الإله ابن الله، أهيه الذي أهيه. وما عناه يسوع واضح جدًّا إذ أن الحياة الأبدية متعلّقة بفهمنا لمن هو. إن كان هو مجرّد إنسانٍ، فالحياة الأبدية تعتمد على الحق الذي علّمه. لكن الحق الأعظم الذي علينا إدراكه هو أنّه أهيه الذي أهيه؛ الطريق والحق والحياة.
ما هي بعض العبارات التي يمكنك تذكرها في الإنجيل والتي تبدأ بعبارة "أنا هو"؟
ماذا عن إعلانه الواضح في يوحنا 27:10-33؟
خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي.
وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي.
أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي.
أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».
فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ.
أَجَابَهُمْ يَسُوعُ:«أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي. بِسَبَبِ أَيِّ عَمَل مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟»
أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ:«لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا»
لاحظ أنّ يسوع لم يصحح لهم الأمر عندما اتهموه بأنّه يدّعي أنّه الله. لو كان نبيًّا وليس الله لكان فعل ذلك. لكنه كان يتكلّم بالحق:"أنا هو الطريق والحق والحياة." من يقول إنّه الحق بحد ذاته لا يتوقّف عند سؤ فهم من قبل آخرين. ولاحقًا عندما ظهر لتوما أحد الإثني عشر تلميذا بعد صلبه بينما كانوا مجتمعين في العلّية، لم يصحح له عندما صرخ قائلاً: "ربي وإلهي!" لو لم يكن يسوع بالفعل هو الله لكان وبّخه على هذه العبارة التجديفية. لكن نجد في النص أن توما أدرك أخيرًا من هو يسوع بينما دعاه ليتفقد جراحه:
ثُمَّ قَالَ لِتُومَا:«هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا» يوحنا 27:20
كيف يمكن لله أن يكون إلهًا واحدًا لكننا نجد في هذا النص وفي يوحنا1:1 شخصين: كلمة الله (يسوع) والآب؟ هل يؤمن المسيحيون بثلاثة آلهة؟
سؤال جيّد! يتعلّم اليهود منذ نعومة أظفارهم أنّ أهم آية في التوراة بالنسبة للديانة اليهودية هي: "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ." (تثنية4:6). كما أنّ الكثير من المسيحيين يحفظون عن ظهر قلب الآية الواردة في يوحنا16:3، هكذا فإنّ الشعب اليهودي يحفظون هذه الآية. وحجر العثرة الأعظم الذي يواجهه اليهود هو عندما يتكلّم أحدٌ معهم عن المسيّا؛ فهم يظنّون أنّ المسيحيين لا يؤمنون بإله واحد بل بثلاثة آلهة. وهذا بالنسبة لليهودي التجديف بحدّ ذاته.
أتذكرون كيف أننا رأينا أن كلمة واحدة صغيرة ممكن أن تغيّر المعنى بأكمله؟ الكلمة العبرية المترجمة إلى "واحد" في تثنية4:6 هي Echad وهي تشير إلى الوحدة المركّبة من عدّة وحدات. فنراها تُستخدم مثلاً في التعبير عن أنّ الزوج والزوجة يصبحان جسدًا واحدًا (عبرانيين4:2). وعندما أُرسِل الجواسيس الإثتني عشرة إلى أرض كنعان ليتجسسوا الأرض، أرادوا أن يأخذوا عيّنة من ثمار الأرض فقطفوا عنقودًا من العنب. وكلمة عنقود هي echad . ونقرأ في عزرا64:2 "كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعًا اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ." وكلمة "جمهور" هنا هي نفسه كلمة echad. وعندما أراد الله إيصال فكرة الواحد الأحد إستخدم كلمة عبرية مخالفة وهي Yachid. فنجدها في الإمتحان الذي مرّ فيه ابراهيم: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ»(تكوين2:22). لقد كان هناك ابن واحد الذي اعترف به الله كالوارث لمواعيد ابراهيم؛ ابنه الوحيد (yachid) اسحق. وعندما يريد أن يقدّم لنا فكرة وحدانية الله في الثالوث يستخدم كلمة echad. فيقول لنا يوحنا الرسول:"فِي الْبَدْءِ ...كَانَ عِنْدَ اللهِ"(يوحنا2:1). هل نجد أن الله يُشار إليه بصفة الجمع في تكوين الأصحاح الأوّل؟ نعم! كان روح الله هائمًا على وجه المياه(ع 2)، ثم نقرأ في العدد 26: "وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ»." وكلمة الله المستخدمة هنا هي في صيغة الجمع وهي كلمة إلوهيم في اللغة العبرية.
والذين يقولون إن يسوع لم يقل قط إنّه الله، غاب عن بالهم بعض الآيات الرئيسية في الكتاب المقدّس؛ مثلا حين قال إنّ من يقبله يقبل الآب:
"مَنْ يَقْبَلُكُمْ يَقْبَلُنِــي، وَمَنْ يَقْبَلُنـِــي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِــي." (متى40:10)
«مَنْ قَبِلَ وَاحِدًا مِنْ أَوْلاَدٍ مِثْلَ هذَا بِاسْمِي يَقْبَلُنِي، وَمَنْ قَبِلَنِي فَلَيْسَ يَقْبَلُنِي أَنَا بَلِ الَّذِي أَرْسَلَنِي».(مرقس37:9)
"قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ، فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: أَرِنَا الآبَ؟" (يوحنا9:14)
هل اقتنعت أن يسوع هو الرب؟ كم أبدى من شجاعة ونبل عندما وقف أمام السنهدريم في ليلة ما قبل صلبه بينما كانوا يعيّروه ويعذِّبوه. لكن لم تتطابق شهادات الزور. أخيرًا، شعر رئيس الكهنة أن المحاكمة لا تجري كما يجب، فالتفت إلى يسوع وسأله: "أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟"
فَقَالَ يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ». (مرقس61:14-62).
ماذا كانت ردّة الفعل؟ مزّق رئيس الكهنة ثوبه مشيرًا إلى امتعاضه من الرجل الذي أمامه والذي يدِّعي أنّه الله بقوله: "أَنَا هُوَ". ولكي يزيد الطين بلّة، قال يسوع بأنّه سيجلس عن يمين القوّة وسيأتي في سحاب السماء. وبالنسبة لأي يهودي كانت هذه الصورة تشير بوضوح إلى مجيء المسيح بقوّة ومجد.
ما هي الدلائل التي تشير إلى أنّ يسوع هو الله؟ وما التي تنفي ذلك؟
لا يمكنني أن أتصوّر مقدارًا كهذا من المحبّة حيث أنّ إله الكون يموت بدلاً عني ويحمل خطيّتي. كتب س.ت ستاد:"يسوع المسيح الذي هو الله مات بدلاً عني، وليست هناك أية تضحية كافية أقدّمها له مقابل ذلك." كان لا بدّ للمسيح أن يموت بدلا عني، وهذا يدل على مدى شقاوة وضعي وكم كان أمرًا هامًا بالنسبة لله بأن يمحمو خطيّتي لكي يكون لي شركة معه. علينا أن نفعل المستحيل لكي نرمي بخطايانا إلى الوراء ونحيا ساعين بأن نرضيه في كل ما نعمل.
النقطة الثانية التي يعالجها يوحنا في هذا النص هي: "كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ." (يوحنا3:1). أفهم من ذلك أنّ يسوع شارك في الخليقة، وكان موجودًا مع الآب والروح القدس منذ البدء. ويكتب بولس الرسول بوحي الروح القدس إلى أهل كولوسي أمرًا مشابهًا إذ يقول:
"فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ" (كولوسي16:1-17).
ونجد هاتين الفكرتين بأنه كان قبل كل شيء وبأنّ فيه خُلق الكل في نصّين آخرين إذ يكتب بولس إلى أهل أفسس:
"... اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (أفسس9:3). ويقول كاتب سفر العبرانيين: "كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ."(عبرانيين2:1)
كيف تشعر عندما تفكّر بأنّ خالق الأكوان يدعوك للشركة معه؟
يكتب ر.كنت هغز عن هذا الأمر التالي:
هناك ما يقارب المئة مليار نجمة في المجرّة المتوسّطة الحجم، وهناك ما لا يقلّ عن المئة مليون مجرّة في الكون المعروف. وقد اعتقد انشتاين أنّه باستطاعتنا رؤية 1\مليار من الكون بواسطة أضخم التلسكوبات، مما يعني أنّه لا بد أن توجد 10,000,000,000,000,000,000,000,000,000 نجمة في الفضاء (عشرة أقتليون). كم يساوي هذا الرقم؟ 1000 ألف= مليون؛ 1000مليون=مليار؛1000مليار= ترليون؛ 1000ترليون= الكدريليون؛ 1000 كدريليون= كوينتليون؛ 1000كوينتليون= سكستليون؛ 1000 سكستليون= سبتيليون؛ 1000 سبتيليون= أقتيليون. إذًا، الأقتيليون هو الرقم 1 يتبعه سبعة وعشرون صفرًا. ويسوع قد خلقها جميعها! وهو لم يخلق فقط الأشياء الكبيرة في العالم بل أيضًا أصغر الأشياء وأجزاء الذرّة. ونقرأ في النص الوارد في كولوسي أنّه يحمل معًا الذرّة وكل الأشياء الداخلية والخارجية في الكون ("فِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ").
وإن كان هذا ليس كافيًا فإنّ يوحنا يكمل قائلاً: "فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ،
وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ."(يوحنا4:1-5). لقد رأى ظلمة روحي وأتى ليعطينا النور. وإن لم نأتِ إلى المسيح، تبقى طبيعتنا الداخلية وأرواحنا مظلمة ومائتة بسبب الخطيّة. وكان الله قد حذّر آدم في جنّة عدن أنّه يوم يختار أن يسمع للحيّة بدل أن يسمع لله ويطيعه موتًا يموت هو وذرِّيته (تكوين17:2). ودعونا نقرأ ما كتب بولس في رسالته إلى أهل أفسس:
وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا،
الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،
الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا،
اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا،
وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ
وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ،
لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ، بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ.
لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ.
لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا.(أفسس2:1-10).
وهذه الظلمة تسودنا جميعنا قبل أن نعتمد في شخص المسيح. فقبل أن يأتي الإنسان إلى المسيح لا تكون لروحه الحياة المعطاة من قبل الرب يسوع؛ وهذا ما يدعوه الكتاب المقدّس "أموات." والطريقة الوحيدة لنصبح أحياءً روحيًّا هي أن نستقبل سكب الحياة من الله Zōē كما جاءت العبارة في يوحنا4:1. ووردت الكلمة نفسها في يوحنا 10، حين قال يسوع:"وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ." وأجد تفسيرًا لكلمة الحياة Zōē في حاشية كتابي المقدّس على الشكل التالي:
Zōē هي عبارة ميتافزيائية والتي تحمل معنى قوّة الحياة نفسها، أي المبدأ الحيوي الذي يعطي الحياة للأشياء. وقد استُخدمت في العهد الجديد للدلالة على الحياة الأبدية. إنها حياة الله نفسه الذي أصبح المؤمنون شركاء فيها .
كيف يتم إيصال هذه الحياة وهذا النور لأي رجل أو امرأة أو ولد؟
المسيح هو النور الحقيقي الذي يعطي النور لكل انسان (يوحنا9:1)، وقد كتب يوحنا أنّ المسيح أتى من أجل خليقته: "فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ" (كولوسي16:1)، لكنهم لم يعتبروه ولم يقبلوه (يوحنا11:1). يا للمأساة!
وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.
اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ.
وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا. (يوحنا12:1-14).
لقد جعل الحياة الأبدية سهلة المنال لدرجة أنّ ولدًا يمكنه الحصول عليها. وفي الواقع أنّك حتى ولو كنت ولدًا ولم تقبل المسيح وهبة الحياة التي قدّمها لنا فلن تدخل الحياة الأبدية (مرقس15:10).
البعض منكم قَبِل هبة الحياة الأبدية، كيف تغيّرت حياتكم منذ ذلك الحين؟ شاركوا اختبار قبولكم للمسيح مع بعضكم البعض.
إن قبول المسيح والولادة الجديدة من الله لا يحصلان بمجرّد الذهاب إلى الكنيسة. ويقول البشير يوحنا بأنهما لا يحصلان بمجرّد الولادة في عائلة مسيحية، "لاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ". ولا يتم ذلك بالزواج من شريك مسيحي، "لاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل". فقبول المسيح يتطلّب تسليمه كل ما لنا وكل ما نحن عليه بين يديه. ويشير يوحنا إلى أنّ الذين آمنوا باسمه أُعطي لهم أن يصيروا أولاد الله. والإيمان هو ليس اعترافًا عقلانيًا بعمل المسيح على الصليب من أجلك؛ بل هو وضع إيمانك وثقتك في المسيح وحده فقط. وبإمكاننا الإستشهاد بمثل "بلوندن" البهلواني الذي يمشي على الحبال الرفيعة والذي قطع شلالات نياغرا من ناحية إلى أخرى. وبعدما مشى على الحبل الرفيع والذي بلغ طوله 1000قدم، التفت إلى المتفرّجين وسألهم إن كانوا يثقون أنه يستطيع أن يحمل أحدهم بينما يقطع المسافة. فانفجر الجمهور بالتصفيق والتشجيع لهذه الفكرة؛ فأخذ يدعو الواحد بعد الآخر للتسلّق على ظهره. لكن، لم يقبل أحدٌ!! الإيمان بالمسيح هو وضع الثقة فيه بالكامل، وليس بأن نصدّق بعقلانية أنّ المسيح هيئ لنا الخلاص بل أن تقبله في حياتك وتدعه يحملك منذ ذلك اليوم. هل بإمكانك أن تقبل المسيح كولدٍ صغير اليوم؟ صلِّ صلاة بسيطة مؤمنًا وواثقًا بالمسيح وبعمله الكامل على الصليب. إليك صلاة بسيطة تنّم عن الثقة:
صلاة: أيها الآب، إنّي أؤمن بكل قلبي أنّ يسوع أتى ليعطيني الحياة. واليوم أنا أثق به وبعمله الكامل على الصليب من أجلي. لقد أخطأت واقترفت الأغلاط في حياتي. ها أنا أترك خطاياي وألتجأ للمسيح. أشكرك لأنك أرسلت ابنك إلى العالم ليخلّصني من خطيّتي. أريد أن أقبل المسيح اليوم. آمين
Pastor Keith Thomas.
Website: www.groupbiblestudy.com
Email: keiththomas7@gmail.com