لمشاهدة المزيد من دراسات الكتاب المقدس باللغة العربية ، انقر هنا.
9. The Millennium
9. الـمُلك الألــفــي
سؤال للتأمّل: ما كانت أفضل رحلة قمت بها لقضاء فرصتك، وما الذي جعلها الأفضل؟ أو... إلى أين تتوق أن تذهب لقضاء فرصتك، ولماذا؟
الـمُلك الألــفــي
تحدثنا في الفصل السابق عن قيامة القدِّيسين عند رجوع المسيح. وقرأنا أنّ المولودين من جديد والذين يعيشون للمسيح سوف يأخذون جسدًا ممجّدًا لا يفنى زُرِع في فساد لكن أُقيم في مجد(1كورنثوس43:15) كجسد المسيح المــُقام من الأموات. وسيحكم القدِّيسون مع المسيح لألف سنة (رؤيا يوحنا4:20-6) بينما يُقيّد ابليس ويُرمى في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت (رؤيا يوحنا20)
"ورَأَيْتُ مَلاَكًا نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ.
فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ،
وَطَرَحَهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ لِكَيْ لاَ يُضِلَّ الأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ، حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. وَبَعْدَ ذلِكَ لاَبُدَّ أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا.
وَرَأَيْتُ عُرُوشًا فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْمًا. وَرَأَيْتُ نُفُوسَ الَّذِينَ قُتِلُوا مِنْ أَجْلِ شَهَادَةِ يَسُوعَ وَمِنْ أَجْلِ كَلِمَةِ اللهِ، وَالَّذِينَ لَمْ يَسْجُدُوا لِلْوَحْشِ وَلاَ لِصُورَتِهِ، وَلَمْ يَقْبَلُوا السِّمَةَ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَعَلَى أَيْدِيهِمْ، فَعَاشُوا وَمَلَكُوا مَعَ الْمَسِيحِ أَلْفَ سَنَةٍ.
وَأَمَّا بَقِيَّةُ الأَمْوَاتِ فَلَمْ تَعِشْ حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. هذِهِ هِيَ الْقِيَامَةُ الأُولَى.
مُبَارَكٌ وَمُقَدَّسٌ مَنْ لَهُ نَصِيبٌ فِي الْقِيَامَةِ الأُولَى. هؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ، بَلْ سَيَكُونُونَ كَهَنَةً ِللهِ وَالْمَسِيحِ، وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ." (رؤيا يوحنا 1:20-6)
وقد قرأنا سابقًا أنّ الخليقة تنتظر القيامة حيث سيحصل الذين هم في المسيح على أجسادٍ ممجّدة: "لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ." (رومية 19:8). أخيرًا، سنرى في الملك الألفي ما تنتظره الخليقة:
وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ،
وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ.
فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا.
وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ.
لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا. (إشعياء 1:11-10)
كيف تتخيّل ستكون الحياة على الأرض خلال المُلك الألفي؟
وكيف سيُؤثّر علينا تقييد إبليس؟
لن تحدث أية حروب حتى تنتهي الألف سنة، ومن ثم يُحرّر إبليس لفترة من الزمن بعدما يكون قد رُمي في الهاوية (أصل الكلمة في اليونانية هو Abussos الذي يعني القاع اللامتناه والواسع واللامحدود والفائق عن التخيّل والذي لا يُمكن قياسه). لن نُجرّب في الخطيّة والشرّ، ولن تخاف أجسادنا المقامة من أذى. ستزول طبيعتنا الفاسدة ولن نشتهي الخطيّة ولن نخاف من الموت قطّ.
ما الذي تريد أن تفعله خلال هذه السنوات الألف، الأمر الذي لم تستطع أن تفعله في هذه الحياة؟
"وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتًا فِي رَأْسِ الْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ، وَتَجْرِي إِلَيْهِ كُلُّ الأُمَمِ. وَتَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ، وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى بَيْتِ إِلهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ. فَيَقْضِي بَيْنَ الأُمَمِ وَيُنْصِفُ لِشُعُوبٍ كَثِيرِينَ، فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكًا وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لاَ تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفًا، وَلاَ يَتَعَلَّمُونَ الْحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ." (إشعياء2:2-4)
تخيّل أن تعيش على كوكب الأرض بينما يسوع يملك على العرش في أورشليم. لن تكون هناك أية حاجة للدبابات والمسدسات والطائرات. وسيؤلّف يسوع المسيح حكومته على الأرض المؤلّفة من القدِّيسين. وسيعمّ السلام بين كل الأمم بينما يملك يسوع على عرشه. والذين يتسلّطون على الأمم والشعوب والبلدان والمدن هم المؤمنون بالمسيح الذين اعتُبروا مستأهلين بسبب أمانتهم في مقاومة الشر والإعتناء بأولاد الله. أعتقد أنّه سيكون زمن ازدهار اقتصاديًا لكل الذين على هذه الأرض.
نقرأ أيضًا أنّ أورشليم سوف تُرفع لمستوى أعلى من الجبال من حواليها. فحاليًا يمكنك الوقوف على جبل الزيتون والنظر إلى أسفل ورؤيتها على الجانب الشرقِّي. ومن المحتمل أن ترتفع أورشليم بسبب بعض التغيّرات الجيولوجية. وأخيرًا، سيتوقّف الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيِّن؛ سيهيمن السلام بين الإخوة يعقوب وعيسو ــــــــ اليهود والعرب:
فِي ذلِكَ الْيَوْمِ تَكُونُ سِكَّةٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ، فَيَجِيءُ الأَشُّورِيُّونَ إِلَى مِصْرَ وَالْمِصْرِيُّونَ إِلَى أَشُّورَ، وَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ مَعَ الأَشُّورِيِّينَ. فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثُلُثًا لِمِصْرَ وَلأَشُّورَ، بَرَكَةً فِي الأَرْضِ، بِهَا يُبَارِكُ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلاً: «مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ، وَعَمَلُ يَدَيَّ أَشُّورُ، وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ». (إشعياء 23:19-25)
سيعلّمنا الملك يسوع المسيح طرقه وسيحلّ أية مشاكل عالقة بين الشعوب. نقرأ أن أورشليم الجيدة لن تنزل إلى الأرض إلا بعد انتهاء الألف سنة (رؤيا يوحنا 1:21-2). حتى تلك الساعة سيكون عرش يسوع الملك في أورشليم حيث ستأتي شعوب كثيرة ليسجدوا ويعبدوه. يقول إشعياء النبي: "اَلْمَلِكَ بِبَهَائِهِ تَنْظُرُ عَيْنَاكَ. تَرَيَانِ أَرْضًا بَعِيدَةً." (إشعياء 17:33). هل يمكنك أن تتخيّل الجلوس عند أقدام يسوع بينما هو يعلّمنا طرقه؟ "...فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ." (إشعياء 3:2).
من سيحكم مع المسيح في الملك الألفي؟
ما الذي يقرّر الرتبة للذين يقودون ويحكمون مع المسيح؟
تلعب الشخصية دورًا كبيرًا، لكن يسوع أعطى مثلاً يوضح من سيكون مستحقًا للمراكز القيادية العليا في الحكم الألفي أو الأرض الجديدة:
مثل الدنانير العشرة
وَإِذْ كَانُوا يَسْمَعُونَ هذَا عَادَ فَقَالَ مَثَلاً، لأَنَّهُ كَانَ قَرِيبًا مِنْ أُورُشَلِيمَ، وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ مَلَكُوتَ اللهِ عَتِيدٌ أَنْ يَظْهَرَ فِي الْحَالِ.
فَقَالَ:«إِنْسَانٌ شَرِيفُ الْجِنْسِ ذَهَبَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ لِيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ مُلْكًا وَيَرْجعَ.
فَدَعَا عَشَرَةَ عَبِيدٍ لَهُ وَأَعْطَاهُمْ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ، وَقَالَ لَهُمْ: تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ.
وَأَمَّا أَهْلُ مَدِينَتِهِ فَكَانُوا يُبْغِضُونَهُ، فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ سَفَارَةً قَائِلِينَ: لاَ نُرِيدُ أَنَّ هذَا يَمْلِكُ عَلَيْنَا.
وَلَمَّا رَجَعَ بَعْدَمَا أَخَذَ الْمُلْكَ، أَمَرَ أَنْ يُدْعَى إِلَيْهِ أُولئِكَ الْعَبِيدُ الَّذِينَ أَعْطَاهُمُ الْفِضَّةَ، لِيَعْرِفَ بِمَا تَاجَرَ كُلُّ وَاحِدٍ. فَجَاءَ الأَوَّلُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، مَنَاكَ رَبحَ عَشَرَةَ أَمْنَاءٍ.
فَقَالَ لَهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ! لأَنَّكَ كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ، فَلْيَكُنْ لَكَ سُلْطَانٌ عَلَى عَشْرِ مُدْنٍ. ثُمَّ جَاءَ الثَّانِي قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، مَنَاكَ عَمِلَ خَمْسَةَ أَمْنَاءٍ.
فَقَالَ لِهذَا أَيْضًا: وَكُنْ أَنْتَ عَلَى خَمْسِ مُدْنٍ.
ثُمَّ جَاءَ آخَرُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ، هُوَذَا مَنَاكَ الَّذِي كَانَ عِنْدِي مَوْضُوعًا فِي مِنْدِيل،
لأَنِّي كُنْتُ أَخَافُ مِنْكَ، إِذْ أَنْتَ إِنْسَانٌ صَارِمٌ، تَأْخُذُ مَا لَمْ تَضَعْ وَتَحْصُدُ مَا لَمْ تَزْرَعْ.
فَقَالَ لَهُ: مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ. عَرَفْتَ أَنِّي إِنْسَانٌ صَارِمٌ، آخُذُ مَا لَمْ أَضَعْ، وَأَحْصُدُ مَا لَمْ أَزْرَعْ، فَلِمَاذَا لَمْ تَضَعْ فِضَّتِي عَلَى مَائِدَةِ الصَّيَارِفَةِ، فَكُنْتُ مَتَى جِئْتُ أَسْتَوْفِيهَا مَعَ رِبًا؟ ثُمَّ قَالَ لِلْحَاضِرِينَ: خُذُوا مِنْهُ الْمَنَا وَأَعْطُوهُ لِلَّذِي عِنْدَهُ الْعَشَرَةُ الأَمْنَاءُ.
فَقَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، عِنْدَهُ عَشَرَةُ أَمْنَاءٍ! لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».(لوقا 11:19-27)
الهدف من هذا المثل هو كيفية التصرّف بينما ننتظر رجوع يسوع الملك وجلوسه على العرش. ماذا يجب على عبيده أن يفعلوا خلال غيابه؟
في هذا المثل، يقدّم السيّد إلى عشرة من عبيده عشرة أمناء؛ وكان المنا عبارة عن قيمة نقدية تساوي ما يقارب أجر ثلاثة أشهر في ذلك الوقت.
إلى ماذا يشير المنا والعبيد؟ وماذا تعني العبارة: " تَاجِرُوا حَتَّى آتِيَ"؟
يبدو أن هذا المثل مشابه لمثل الوزنات بفارق واحد وهو أنّه في هذا المثل قُسِّم الأمناء بالتساوي بين العبيد، بينما في مثل الوزنات(متى 14:25-30) أُعطي لواحدٍ خمسة وزنات، ولآخر وزنتان، ولآخر وزنة واحدة. وكانت الوزنة عبارة عن عملة نقدية قيّمة مصنوعة من ذهب أو فضّة. وثمثّل تلك الوزنات مواهبنا وقدراتنا ومعرفتنا وأموال؛ باختصار هي تمثّل كل إمكاناتنا. البعض يُعطى وزنات وإمكانيات أكثر من الآخرين لذلك هم مسؤولون أمام الله مقابل ما أُعطوا. أمّا في مثل الأمناء فكل واحدٍ أُعطي منا واحد الذي قد يشير إلى الوكالة من ناحية رسالة الخلاص التي أُعطيناها جميعًا بالتساوي.
"لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ: لِلْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ لِلْيُونَانِيِّ." (رومية16:1)
الإنجيل هو الأقوى على كوكب الأرض. والرسالة التي تخبر عن محبّة الله ورحمته ونعمته تجاه الجنس البشري هي مسؤولية مقدّسة تقع على كلِّ من يؤمن كي ينشر الرسالة.
" بَلْ كَمَا اسْتُحْسِنَّا مِنَ اللهِ أَنْ نُؤْتَمَنَ عَلَى الإِنْجِيلِ، هكَذَا نَتَكَلَّمُ، لاَ كَأَنَّنَا نُرْضِي النَّاسَ بَلِ اللهَ الَّذِي يَخْتَبِرُ قُلُوبَنَا." 1تسالونيكي4:2
وتُشتق كلمة اسْتُحْسِنَّا من الأصل اليوناني dokimazo والتي تعني أن تمتحن شيئًا لتبرهن عن كفاءته. ويسمح الله بأنّ نمرّ في تجارب مرّة ليمتحننا فنعدّ كفوئين لحمل المسؤولية المقدّسة التي ائتمننا على حملها فنقدّمها للآخرين. إنّ إمتحانات الله مصمّمة ليمحّصنا فنصبح مؤهّلين لنحمل رسالة الحقّ.
على كل مؤمن مسؤولية انتشار الإنجيل بكل وسيلة ممكنة، فلا يمكننا إبقائه لأنفسنا. وعبارة "تاجروا حتى آتي" مشتقّة من كلمة pragmateuomai ما يعني أنّنا بالعمل نستثمر أو نتاجر بطريقة فعّالة ومنطقية بأمل أن نأتي بمردود. لا يمكنني تخيّل من يكتشف علاجًا لمرض السرطان ويبقي الأمر لنفسه؛ فهذه جريمة ضد الإنسانية. وينطبق الأمر نفسه علىينا إذ قد أُعطِينا علاجًا لسرطان الروح. عندما نؤمن بالإنجيل ونختبر نعمة المسيح في حياتنا يريدنا الله أن نشارك ذلك مع الآخرين. علينا أن نقوم بما يمكن أن ننشر الإنجيل كأننا نستثمر إمكانياتنا بكل حكمة وبأسلوبِ إدارة الأعمال وذلك لاتساع ملكوت الله.
هل يمكنك التفكير بطرقٍ عملية أفضل لاستثمار وقتك وطاقتك ومواهبك لبناء الملكوت؟ ما هي أهم الأساليب التي يمكن استخدامها والتي تأتي "بمردود" أفضل؟
نقرأ في العدد 24 أن المــَـــــنا أُعطي للذي عنده عشرة أمناء فأصبح لديه إحدى عشر منا. لم يكن السيّد بحاجة للمال ويتضح ذلك بأنّه أبقى الأرباح مع عبيده، أمّا الذي لم يستثمر فلم يحصل على أيّة مكافأة. لا يبدو لنا في النصّ أنه أُنزل به أيُّ عقاب، وأعتقد أنّه ندم. يقدّم لنا ذلك الرجل مثالاً عن المؤمن الذي سيصل إلى السماء من دون أيّة كنوز مستثمرة هناك لقدومه (1كورنثوس12:3-15).
لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا. (متى 19:6-21).
إن لم يكن في نيّة السيّد إبقاء الأرباح لنفسه، فماذا كان هدفه في إعطائهم الأمَناء والطلب في المتاجرة بها؟
لم يكن السيّد مهتمًّا بالمال نفسه ونقرأ أنّه يدعوه "القليل" في العدد 17. فماذا يعني أجر ثلاثة أشهر لملك؟ لقد كان ذلك امتحانًا بسيطًا لأمانتهم في استخدام ما أُعطي لهم والإستثمار فيه. لقد أراد أن يرى مَن مِن عبيده مهتم في اتساع وزيادة غنى مملكة سيّده. أراد أن يجد من هو أمين في الأمور الصغيرة فيقيمه على مسؤوليات أكبر عند عودته.
يبدو أنّ السيّد سرّ وأثنى على الذي ربح 1000%. قال له: "نعمًّا أيها العبد الصالح!" (ع 17)
ما رأيك بالنسبة للمكافأة التي أُعطيت؟ هناك فرق شاسع بين أجرة ثلاثة أشهر ومدن كاملة!
ماذا يمكن أن يكون مجموع أرباح عشر مدن في أميركا؟ لا بد أن الرقم لا يُقارن بالعشرة أمناء. يمكن لاستخدام المدينة أن يكون تعبيرًا عن إظهار مدى المكافأة اللاواقعية مقابل الوقت والطاقة والمال الذين استُثمروا من قِبل العبدين الصالحين. أعتقد أنّ الله يريد أن يرينا أنّ:
«مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». (1كورنثوس9:2)
ربما تقول:"إدارة عشر مدن أمر شاق! أفضّل أن أقضي حياتي مسترخيًا في جزر البرمودا أو هاواي. وحمل مسؤولية عشر مدن ليس مكافأة قط." لكني أرى هذه المسؤولية كمكافأة بسبب الثقة وهي تشير إلى علاقة مقرّبة مع السيّد. مع من يقضي المدير العام وقته عادة في أية علاقة عمل صحيّة؟ مع المدراء المقرّبين منه! وهذا ينطبق علينا حيث سنعمل بالقرب من السيّد الرب يسوع المسيح. ويا له من فرح! وفكرة إدارة مدينة تتضمّن المسؤولية والسلطة بينما نشارك في حكم الملكوت. قرأنا في الآية أعلاه أنّه لم يخطر على بال إنسان ما أعدّه الله للذّين يحبونه. والواضح أنّ الذي استثمر وربح عشرة أضعاف عمل من قلبه. وعلينا أن نتعلّم الآن ما هي الأمور المهمّة في نظر الله من الناحية الإقتصادية، ونطبقّها ما دامت الفرصة سانحة لذلك! ما هي الأمور المهمّة في نظر الله من الناحية الإقتصادية؟ تطلّع على حياة يسوع فتجد الجواب فقد أمضى حياته مستثمرًا في حياة الناس. وعلينا نحن أيضًا أن نستثمر وقتنا في حياة العالم؛ خاصة هؤلاء الذين يحيون في هذا العالم من دون المسيح.
أوّد أن أعالج الآن بعض الأسئلة العديدة التي يطرحها الناس من ناحية الأبدية والتي سألني إياها بعضهم:
هل سترافقنا حيواناتنا الأليفة؟
هل تحصل الحيوانات الأليفة على بركة الحياة الأبديّة، وهل سأرى حيواني الأليف عندما أصل إلى السماء؟
إنه موضوع مهم جدًّا لبعض الناس وخاصة الذين يعيشون في الغرب باعتبار أنّه يمكن للحيوانات أن تمثّل جزء مهمًا من حياة العائلة. فهل للحيوانات نفس تبقى بعد الموت؟ أعتقد أنّه من الواضح أنّ للحيوانات أرواح. والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا نعني بكلمة "نفس"؟ ويستخدم معظم معلِّمي الكتاب المقدّس كلمة نفس لوصف العقل والإرادة والعواطف أي الجزء الخفيّ من الإنسان، أمّا الروح فهي ما يربطه بالله (1تسالونيكي23:5). للحيوانات القدرة على التفكير المنطقي أليس كذلك؟ يكون الشتاء قارسًا في أوهايو ولديّ كلبة من نوع السلوقي التي إذا رأت الثلج يتساقط لا تعود تخرج لقضاء حاجتها فاضطررنا لتدريبها على القيام بذلك في جريدة نرميها لاحقًا. لكن تخطىء في المكان أحيانًا وتسبب القذارة وأوبخها فتنكّس رأسها بخجل. تدرك أنها قامت بأمر خاطىء. فإن لم يكن لديها العقل والإرادة والعواطف كيف تشعر بالخجل؟ لا بدّ أنّ الحيوانات تشعر فلديها عواطف. وعندما أعود إلى البيت بعد غياب يوم كامل في العمل فإنّها تصيح مبتهجة لرؤيتي ولا تتوقّف عن القفز عليّ. لا يمكنني قبول فكرة أنّ لا روح لتلك الحيوانات تبقى بعد الموت. لنلقي نظرة على فكرة أو اثنتين من الكتاب المقدس:
في العهد القديم، الكلمة المستخدمة للنفس في اللّغة العبرانية هي nepheshوهي الكلمة التي استُخدِمت حين خلق الله الحيوانات:
وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذلِكَ. (تكوين 24:1)
وتُستخدم الكلمة نفسها nephesh في تكوين30:1 حيث نقرأ أنّ المخلوقات التي تدبّ على الأرض كانت ذات أنفس حيّة (nephesh). فمن الواضح أن تلك الكلمة تُترجم إلى نفس كما كتب داود في مزمور 16: "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا.( مزمور 10:16). من الواضح أن هنالك فرقًا كبيرًا بين نفس الإنسان ونفس الحيوان، وليس للحيوانات روحٌ كالإنسان. هل تشعر الحيوانات بالذنب عندما تخطئ؟ كلبتي بالطبع تشعر! هل لديها ضمير؟ لا أعلم، لكني لا أعتقد ذلك. أظن أنّ الضمير هو جزء من روح الإنسان إذ أنّ الإنسان مكوّن من جسد ونفس وروح (1تسالونيكي23:5). من الواضح إذًا أنّ الحيوانات ستقدّم لله نوعًا من الحساب على ما فعلت في هذه الحياة. نقرأ في تكوين 9 ما يقوله الله:
"وَأَطْلُبُ أَنَا دَمَكُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَقَطْ. مِنْ يَدِ كُلِّ حَيَوَانٍ أَطْلُبُهُ. وَمِنْ يَدِ الإِنْسَانِ أَطْلُبُ نَفْسَ الإِنْسَانِ، مِنْ يَدِ الإِنْسَانِ أَخِيهِ." (تكوين5:9)
لماذا سيُحاسب الله الحيوانات إن كانت ستفنى بعد الموت؟ إن كانت هناك محاسبة يمكننا الإستنتاج أنّهم سيحيون للأبد. وإن لا فلماذا سيحاسبهم الله؟ نعلم أنّه يوجد مكان للحيوانات في الأرض الجديدة:
"الذِّئْبُ وَالْحَمَلُ يَرْعَيَانِ مَعًا، وَالأَسَدُ يَأْكُلُ التِّبْنَ كَالْبَقَرِ. أَمَّا الْحَيَّةُ فَالتُّرَابُ طَعَامُهَا. لاَ يُؤْذُونَ وَلاَ يُهْلِكُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، قَالَ الرَّبُّ" (إشعياء25:65)
يتضح في هذا المقطع أنّ نفس الحيوانات ستتغيّر نوعًا ما، لأنّه ليس من الطبيعي أن يرعى الذئب والحمل وأن لا تؤذي الحيوانات بعضها البعض. ألن يكون من المسرّ أن تربت على غزال أو تلعب مع الأسود أو النمور؟ هل أنا الوحيدالذي يتوق للتقرّب من مملكة الحيوان؟ ألا تعتقد أن الحيوانات تتمنى لو كان الأمر غير ذلك؟ يخبرنا الكتاب المقدّس أنّ ترتيب الخليقة كلِّها سوف يتغيّر. وإن كان هذا الأمر يصحّ عن الأرض الجديدة، فلماذا لا يصح بالنسبة للسماء؟ أعتقد أننا سنرى حيواناتنا المدلّلة في السماء، ولا أستطيع تخيّل السماء من دونها.
لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللهِ. إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ لَيْسَ طَوْعًا، بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا عَلَى الرَّجَاءِ. لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضًا سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ. فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ.(رومية19:8-22)
وتتوق الحيوانات في دواخلها لتغيير طبيعة الخوف هذه من الجنس البشري. وأعتقد سيحدث هذا عندما يرجع يسوع ويقوم القدِّيسون من الأموات.
ماذا يحدث للذين يقدمون على الإنتحار؟
إحدى الوصايا العشر هي "لا تقتل" (خروج13:20)، ونقرأ في 1كورنثوس 20:6 أنّنا لسنا ملكًا لأنفسنا فمن ذا الذي يعطينا الحق بإنهاء حياتنا؟ فكلٌ منّا خُلِق لسبب معيّن ولا يحق لنا إنهاء حياتنا ونقيم دينونة لأنفسنا إن فعلنا ذلك. وبعد ما قلت كل هذا أسارع للقول بأنّ الله يعلم تفكيرنا ودوافعنا ولماذا قد يُقدم أحدهم على إنهاء حياته. إنّه عادل للتمام في أحكامه فمن الخطىء أن ندين أحدهم ونقرّر أين سيذهب بعد الموت إن أقدم على الإنتحار.
أستطيع القول بكلِّ إختصار أنّ الله الذي يعرفنا حق المعرفة سيدين كل واحد بمفرده.
هل التكلّم مع الذين ماتوا أمرًا مقبولاً؟ هل باستطاعتهم التكلّم معنا أو الظهور لنا في الأحلام أو الرؤيا؟
أعتقد أنه من الخطأ الفادح والخطر العظيم لأرواحنا الخالدة أن تتواصل مع الأرواح التي تعيش خارج الأجساد؟
لاَ يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ، وَلاَ مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً، وَلاَ عَائِفٌ وَلاَ مُتَفَائِلٌ وَلاَ سَاحِرٌ، وَلاَ مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً، وَلاَ مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً، وَلاَ مَنْ يَسْتَشِيرُ الْمَوْتَى. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هذِهِ الأَرْجَاسِ، الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ.(تثنية10:18-12)
ما هي العرافة؟
الكلمة عرافة والتي هي في اللّغة الإنكليزية Divination مشتقّة من الكلمة اللاتينية divinare (والتي تُشتَق منها كلمة divine التي تعني إلهيّ)،تعني "رؤية المستقبل أو تلقي الوحي من الإله" والتي تشير إلى المحاولة لإكتساب بعد نظر بالنسبة لسؤال أو حالة بأسلوب نظامي واتباع طقوسٍ معيّنة. ويؤكّد العرّافون تفسيراتهم بقراءة العلامات والأحداث أو الفأل ومن ثم بالتواصل مع شخصيّات مزعومة فوطبيعية.
من هو الوسيط الروحيّ أو محضّر الأرواح؟
تستخدم إحدى ترجمات الكتاب المقدّس عبارة "الأرواح المعتادة" لوصف من يتعامل مع الأرواح التي هي خارج الأجساد (ويشير موقع biblegateway.com إلى 15 حادثة ذُكِرت في الكتاب المقدّس). وهذه الأرواح الشريرة تظهر كأحد أفراد العائلة الذين ماتوا، ولهذا نسمِّيهم "المعتادة" لأننا معتادون على وجودهم كأفراد في العائلة.
في الحضارة الهندية الأميركية تُمارس عادة التواصل مع الأسلاف لإستلام التوجيهات منهم. لكن هذه الأرواح ليست أرواح أفراد العائلة الذين ماتوا بل أرواح شريرة معيّنة من إبليس للعائلة ليضمن عبوديتهم للأرواح الشرّيرة غير المرئية. وفي الكثير من الحضارات الآسيوية يطلب "الأسلاف" ذبائح ترضيهم. لكن هذه الذبائح تُقدّم للشياطين وليس لأفراد العائلة المائتين:
"ذَبَحُوا لأَوْثَانٍ لَيْسَتِ اللهَ. لآلِهَةٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا، أَحْدَاثٍ قَدْ جَاءَتْ مِنْ قَرِيبٍ لَمْ يَرْهَبْهَا آبَاؤُكُمْ."(تثنية17:32)
بعدما كرّس الملك شاول حياته لقتل مسيح الرب داود توقّف الله عن إعطائه أيّة توجيهات من خلال الصلاة أو النبوّات. فبعدما فقد الأمل توجّه إلى التفتيش عن الإجابات من عرّافة التي كانت تستشير روحًا. وكان صموئيل النبي قد مات فطلب منها شاول الملك أن تُحضِر له روحه:
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «مَنْ أُصْعِدُ لَكَ؟» فَقَالَ: «أَصْعِدِي لِي صَمُوئِيلَ».
فَلَمَّا رَأَتِ الْمَرْأَةُ صَمُوئِيلَ صَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَكَلَّمَتِ الْمَرْأةُ شَاوُلُ قَائِلةً: «لِمَاذَا خَدَعْتَنِي وَأَنْتَ شَاوُلُ؟» فَقَالَ لَهَا الْمَلِكُ: «لاَ تَخَافِي. فَمَاذَا رَأَيْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِشَاوُلَ: «رَأَيْتُ آلِهَةً يَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْضِ». فَقَالَ لَهَا: «مَا هِيَ صُورَتُهُ؟» فَقَالَتْ: «رَجُلٌ شَيْخٌ صَاعِدٌ وَهُوَ مُغَطًّى بِجُبَّةٍ». فَعَلِمَ شَاوُلُ أَنَّهُ صَمُوئِيلُ، فَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ. فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِشَاوُلَ: «لِمَاذَا أَقْلَقْتَنِي بِإِصْعَادِكَ إِيَّايَ؟» فَقَالَ شَاوُلُ: «قَدْ ضَاقَ بِي الأَمْرُ جِدًّا. اَلْفِلِسْطِينِيُّونَ يُحَارِبُونَنِي، وَالرَّبُّ فَارَقَنِي وَلَمْ يَعُدْ يُجِيبُنِي لاَ بِالأَنْبِيَاءِ وَلاَ بِالأَحْلاَمِ. فَدَعَوْتُكَ لِكَيْ تُعْلِمَنِي مَاذَا أَصْنَعُ».(1صموئيل11:28-15)
ما الذي يلفت الإنتباه في هذا المقطع؟
ربما تتساءل لماذا أستشهد بهذا المقطع. وأجد العدد 12 ملفتًا للنظر؛ فمن الواضح أنّ المرأة لم ترَ ما كانت معتادة على رؤيته في السابق. لقد صُعِقت بالروح التي أتت أمامها وعلمت مباشرة أنّ الشخص الواقف أمامها هو شاول الذي كان قد طرد كل العرّافين من الأرض(1صموئيل3:28). ما الذي صعقها برؤيته؟ أعتقد أنّه كان صموئيل نفسه وليس من توقّعت رؤيته من روح شرير تظهر في شخص فارق الحياة. وأخبر صموئيل شاول أنّه هو وأبنائه سيموتون غدًا وأنّ الله سيعطي الغلبة للفلسطينيين في المعركة.
عندما يجتمع الناس séance فإنّهم يتكلّمون مع شياطين خدّاعين كونهم يعرفون التفاصيل الشخصية التي جرت بين الشخص الواقف أمامهم والشخص المتوفيّ. هؤلاء الشياطين يدخلون في حياة الإنسان بطرق مختلفة، فإن كنت قد مارست هذا الأمر من قبل نصيحتي لك أن تلتجىء إلى مجموعة تمارس الصلاة التشفّعيّة لفك كل الربط والعقد الروحية التي تنكسر من خلال التوبة والإعتراف ونبذ كل سيطرة شيطانية.
هل حرق الأجساد بعد الموت مقبول بالنسبة لكلمة الله؟
إلهنا هو إله الخلق، ولا أرى صعوبة بالنسبة له، هو الذي خلق الكون بكلمة من فمه، أن يعطي جسدًا مقامًا للذي حُرق جسده بعد موته. هل يصعب على الرب شيء؟ (إرميا27:32). إنّي متأكّد عندما قضى الطاعون خلال العصور الوسطى على ثلث سكّان أوروبا تم إحراق الكثير من أولاد الله بعد موتهم للقضاء على هذا الوبأ. ونعلم أيضًا أنّ الكثير من القدِّيسين حُرِقوا بسبب شهادتهم ليسوع. لا يهم في أيّة حالة يكون فيها جسد الإنسان عند القيامة. فإن بقايا أجسادنا حتى ولو كانت رمادًا لن تُعاد كما كانت فقط بل ستُخلق من جديد لتصبح أجسادًا سماويّة.
هل سنتذكّر حياتنا على الأرض في السماء؟
بالطبع! فيسوع يخبرنا عن الحديث الذي جرى بين ابراهيم والرجل الغنيّ في لوقا25:16 حيث يقول ابراهيم: "فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا ...". نتعلّم أمورًا على هذه الأرض لا يمكن أن نتعلّمها في السماء أو في الأرض الجديدة. لا أعتقد أننا سننسى الدروس التي تعلّمناها لنتغلّب على طبيعتنا الشريرة وهذه الدروس ستصبح جزءً من شخصيتنا في السماء. فحياتي الخاطئة الماضية تشكّل شخصيتي اليوم لأني أخاف العودة إلى هناك إذ أتذكّر كيف سيطرت الخطيّة على حياتي. يُستحسن أن نتأمل جميعنا في الشخص الذي كنّا قبل علاقتنا مع المسيح وقوّة خلاصه في حياتنا. فذكرياتنا تساعدنا على تشكيل شخصياتنا. ويصرف الله العمر في تشكيل شخصياتنا. وأعتقد أنّ تغييرًا آخر سيحدث عندما نذهب لنكون مع الرب (سنلمع كالنجوم إلى أبد الآبدين، دانيال3:12)، وسيكون لشخصياتنا دورٌ هناك "لمن سنكون" في الأبدية. وهذا ما يجعلنا مميّزين. ويكلّف تشكيل شخصياتنا ثمنًا باهظًا وهو ثمين في عيني الله. وقد ذكر الكاتب راندي ألكورن في كتابه "السماء" التالي عن تذكّرنا حياتنا في هذا العالم:
"يدّعي الكاتب التالي:"لن نتذكّر هذا العالم القديم الذي ندعوه الأرض... ولن نذكرها حتى! فبكل بساطة لن تخطر على بالنا." هذا الإعتقاد الخاطىء يشوّش الناس. يظنّون أنّنا لن نتذكّر حياتنا على الأرض والعلاقات الثمينة على قلوبنا. ويأتي هذا المنطق من تفسير الآية التالية: "لأَنِّي هأَنَذَا خَالِقٌ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، فَلاَ تُذْكَرُ الأُولَى وَلاَ تَخْطُرُ عَلَى بَال." (إشعياء17:65). لكن يجب علينا أن ننظر إلى كيف جاءت في النص فهي مرتبطة بالآية التي ما قبلها: "... لأَنَّ الضِّيقَاتِ الأُولَى قَدْ نُسِيَتْ، وَلأَنَّهَا اسْتَتَرَتْ عَنْ عَيْنَيَّ ." وهذا لا يعني اضمحلال الذاكرة، وكأن الله الكلي المعرفة لا يستطيع تذكّر الماضي. بل كما قال الله في إرميا: "... لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ." (إرميا34:31). وهذا يعني أنّ الله يختار بأن لا يذكر خطايانا السابقة أو يمسكها ضدّنا."
وفي الختام، هذا الفيديو عن رجل يحمل أسدًا هو تذكير واضح عن كيف سيكون الملك الألفي:
http://www.youtube.com/watch?v=i5vRPKIS5UM&feature=youtube_gdata_player
صلاة: أرجوك يا رب افتح أعيننا لكي نرى الكنوز السماوية ونفهم الفرق الذي يمكن أن نعمله في حياتنا وحياة الآخرين. أرِنا طرقًا يمكننا استخدامها في استثمار أوقاتنا وطاقاتنا حتى نرى حياة العديدين تتغيّر بقوّة الإنجيل. آمين
Pastor Keith Thomas,
Email: keiththomas7@gmail.com
Website: www.groupbiblestudy.com